العصمة المتخبطة!


النبي صلى الله عليه وسلم كان معصومًا، وعصمته تتعلق برسالته المتمثلة في تبليغ القرآن الكريم ، ولهذا فقد عاتب الله رسوله الكريم في مواضع عدة متعلقة بالجانب الإنساني الاجتهادي؛ وكان هذا العتاب خلاف الأولى، مثل:


- "عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ"
- "عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى"
- "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ"
- "لَعَلَّك بَاخِع نَفْسك أَنْ لَا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"


لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائما ينبهنا _كما نبهنا القرآن_ على اجتهاده في أمور الدنيا المتغيرة التي تقام على الفكر الشخصي والسعي الذاتي، ولم يضع في أذهاننا أنه غريب عن هذا العالم الأرضي لنتخذه مثالا خياليا بعيدا عن الواقع، وقد صرح ببيان حقيقة هذا عندما وجّه البعض بترك التلقيح للنخل ففسد، فقالوا قد قلت كذا وكذا!


فقال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)!
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك: يُعاتَــب، يجتهد، تقع منه أمور خلاف الأولى..


هل نقدس نحن غيره من العلماء والأئمة والدعاة ونتبع خطاهم في كل شيء بدون تفكّر وتعقّل ، ونعتبر كل ما يصدر عنهم في عداد المحفوظ الإلهي!!


هذا لعمري تخبط فكري شديد!

إرسال تعليق

تعليق:

أحدث أقدم

نموذج الاتصال