اضطجاع النبي ﷺ في القبر



لطالما تكاثرت على النبي محمد ﷺ الشبهات، وتعاظم عليه الافتراء حيًا وميتا، ولطالما تناثرت هذه الأباطيل عند أدنى وقفة تدقيق وتحقيق.. وما قاله البعض حديثا ليس بجديد؛ وإنما هو ترديد للقديم المنصرم!

ولا أدري كيف تفكّر هذه العقول السقيمة ؟!

روي عن النبي ﷺ أنه لما توفت فاطمة بنت أسد زوجة عمه: «دعا رسول الله ﷺ أسامة بن زيد، وأبا أيوب الأنصاري، وعمر بن الخطاب، وغلاما أسود يحفروا، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد، حفره رسول الله ﷺ بيده، وأخرج ترابه بيده. فلما فرغ دخل رسول الله ﷺ فاضطجع فيه، ثم كبر عليها أربعا، ثم أدخلوها القبر، هو والعباس، وأبو بكر الصديق».

تفهم هذه العقول من اضطجاع النبي ﷺ أنه أراد بذلك الشهوة !
ولعمري؛ إن كان هذا هو الفهم الصواب فكيف يكون الضلال ؟!

ومع أن اضطجاع النبي ﷺ في القبر كان قبل دخول الميتة فيه، على أصح ما يُـروى، إلا أنه لا يوجد مانع خُـلقي أو عقلي؛ من الاضطجاع في قبر المتوفى تـوديـعًا له، لأن الاضطجاع هنا ما هو إلا ميل الجسد على الأرض أو على جبهة المتوفى تقبيلًا له وتقديرًا لعرفانه وإحسانه.

وقد فعل النبي ﷺ ذلك، ونحن اليوم عندما يموت لنا عزيز نضمه إلينا من شوقنا له؛ وقد كانت المُـتَـوفَّــاة في منزلة الأم للنبي ﷺ ، وقال النبي ﷺ عنها: "كانت أمي بعد أمي التي ولدتني".

فالأحداث والنصوص تُـفهم على ما هي عليه من حقائق وانضباط، ولم يكن يومًا اتباع الهوى، ولن يكون، طريقًا علميًا سليمًا يـصل بصاحبه إلى بر الحقيقة والعقلانيّة!

فهل نأمل فهمًا راشِدًا، وعقولًا نـيّـرة؛ نتخطى بهما أزمـة التعسف الفكري، والجمود الخُـلقي الذي أضر بالعامة، بسبب من يظنون أنفسهم من أهل العلم والحقيقة!؛ والعلم منهم براء، والحقيقة عنهم بعيدة!





إرسال تعليق

تعليق:

أحدث أقدم

نموذج الاتصال