العقل الإسلامي بين سياط التكفير وسبات التفكير PDF

 



ثمة أزمات كثيرة وتحديات كبيرة تعصف بالأمة الإسلامية برمتها وتهدد ما تبقى من أمنها وتماسكها وتشوه صورتها وتعرض حاضرها ومستقبلها للأخطار ، ومن هذه التحديات ما يفرضه الخارج علينا مستعملا كل أسلحته العسكرية والأمنية والاقتصادية والاعلامية والسياسية والفكرية في محاولة لتشويه فكرنا وديننا ومصادرة ثرواتنا والقضاء على كل عناصر القوة فينا ، خشية نهوض هذا المارد الإسلامي بما يملك من فكر أصيل مشرق وطاقات بشرية وطبيعية جبارة ، مما قد يهدد الحضارة المادية الغربية ويعرض مصالح العالم المستكبر للأخطار .

وهناك نوع آخر من التحديات وهي تحديات الداخل الإسلامي التي تتحرك على أرضية واقع ممزق متناحر تفتك به الإنقسامات والخلافات المذهبية والعرقية في ظل انعدام أدنى شروط المناعة الداخلية ، ومن أخطر هذه التحديات تنامي الأفكار التكفيرية عند الكثير من المسلمين بحيث وصل الأمر إلى حد الظاهرة المخيفة لأن المسلم الذي يحمل الفكر التكفيري تحول إلى إنسان صدامي وعدواني تجاه الآخر ممن لا يتفق معه في الرأي أو لا يلتقي معه في المذهب أو الدين ، وقد استفحلت هذه المشكلة في عصرنا الراهن فبتنا نشهد حركات تكفيرية متطرفة تحكم بكفر المجتمع


الإسلامي برمته فضلا عن غيره من المجتمعات ، وهكذا استبيحت الدماء وانتهكت الأعراض وسلبت الأموال باسم الإسلام وبشعارات قرآنية مقدسة ، وما حصل ويحصل في الجزائر وافغانستان والعراق وغيرها من البلدان الإسلامية شاهد حي على ما نقول .
والسؤال :

هل أن عقل المسلم محکوم بإنتاج مناهج تكفيرية؟ وأين يكمن الخلل؟
وما هي ضوابط الإسلام والكفر ومراتبهما؟ وما هي أصول الإسلام وضرورياته؟
وهل أن كل من ليس مسلمة فهو كافر؟ وأن كل كافر في النار؟
ثم ما هي مناشىء التكفير ومنطلقاته؟
وما هي أبرز سمات الجماعات التكفيرية؟
وما هي أنحاء التكفير وأشكاله؟
وما هي خصائص الخطاب التكفيري؟
وأخيرا كيف نعالج ظاهرة التكفير؟

هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة عليها في ثنايا هذا الكتاب وفصوله ، آملين أن يسد فراغة ونقصة ملحوظة في هذا الجانب الذي نخال أنه لم يعط حقه بالبحث التاصيلي والجهد الفكري والتنظيري الجاد ، وعسى أن تشكل مباحث هذا الكتاب خطوة على طريق الدفاع عن الإسلام وتنقية بعض ما علق بصورته النقية من الشوائب والزوائد .


إرسال تعليق

تعليق:

أحدث أقدم

نموذج الاتصال