إن الله عز وجل لا يترك قلبا لاجئا إليه، ولا يعرض عن عقلا باحثا عنه، وليس أبدا لا يأخذ بأيدي المتعثرين الحيارى، إنه رب رحيم وحكيم.
ولكن الوصول إلى أشرف اللذات وأجل المعارف؛ يحتاج إلى صدق توجه وتواضع معرفي، وقد اجتمع ذلك في عباد الله المنصفين أمثال الدكتور فاضل صالح السامرائي ، هذا الرجل الهمام الذي أشعل نور المعرفة والمنطق والإنصاف، وأعلى راية التحقيق والتدقيق ؛ حتى أتاه اليقين!
يقول رحمه الله:
(أأنتهز الفرصة وأنهب لذات الحياة وأتمتع بها ما استطعت كيف أشاء أم أتصبر وأسير في طريق الحرمان فلعل هناك (إلهًا) يدين الناس ويحاسبهم على أعمالهم؟!
في أي درب أسير ؟ أفي طريق اللذة أم في طريق الحرمان؟
إن الله سبحانه وهب لي عقلا متشككا أبلغ درجات الشك وقد كانت مسألة الإيمان بالله تبرحني وكان الهم يسيطر على نفسي وقلبي في الليل والنهار في النوم واليقظة!
ولا أبالغ إذا ما قلت إن تلك المسألة كانت تقطع علي النوم. وعديدا ما كنت وأنا أسير في الطريق لا ألتفت إلى من يمر بي أو يسلم علي وعديدا ما يمسك بي صديق فيقول : أين أنت يا فلان ؟
!فأستيقظ وأنا سائر وقد كنت غارقا في تفكير عميق!
أعدت النظر في قراءتي حتى استقرت نفسي والحمد لله واطمأن القلب إلى سلامة ما نحن عليه.
وكنت أرى لزاما علي أن أنقل تلك التجربة إلى الآخرين أذ لا شك أن فيهم من عانى مثل ما عانيت فأضع في طريقه مصباحا أو اختصر عليه الطريق، فأنفع وانتفع. فكتبت ( نداء الروح ) باكورة انتاجي في الإيمان بالله واليوم الآخر) .
التصنيف :
معرفة