"وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا"، ما ذنب الغلام ليُقتل؟!

 


"وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا".

لماذا يتم قتل الغلام لمجرد الخشية من انحرافه؟! هل يسمى هذا عدلًا إلهيًا؟!

- القتل كان بأمر الله عز وجل بدليل قول الخضر"وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي"
وبمقابلة آية "وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا"
لآية "وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا"

نستنتج أن الغلام كان سيء الرحم مع أهله، خائضًا في الطغيان والمنكرات؛ فجاءت الخشية من هنا على أبويه من شره، وقوله "خَيْرًا مِّنْهُ" يؤكد هذا. فهي حالة لا تكون لغلام صغير أو صبي حدث السن؛ وإنما تكون لشاب مُدرك لأفعاله عالم بها.

ومن هنا يصح أن نقول أن هذا الغلام كان شابا (كما حكاه الفخر الرازي)، وأن تعجب موسى واستنكاره ما رآه من القتل كان لعدم معرفته بحال الغلام ومآله، هذا الحال الذي أعلمه الله للخضر دون موسى.

فكان قتله لما هو عليه من حال حاضر في الأساس، وأما ما سيكون في المستقبل من الطغيان والكفر وأذية أبويه كان استئناسا على الأصل الموجود في شخصية الغلام من الشر، فقُتِل لفساده وطغيانه.



إرسال تعليق

تعليق:

أحدث أقدم

نموذج الاتصال