نِعم الله على العباد



لله عز وجل على عباده نعم لا تعد ولا تحصى، وهذا مصداقًا لما يعيشه الإنسان في كامل الإنعام الإلهي، الذي منَّ الله به عليه وجعله عين معيته وتفضله، ولهذا فإن هذه النعم الكثيرة تحتاج منا إلى شكر، وصيانة لها، واستذكار لجليل قدر المنعم عز وجل.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

والعبد دائمًا بين نعمة من الله تحتاج إلى شكر، وذنب يحتاج فيه إلى استغفار، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا، فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه، إلى آخر ما قال.(1)

فنعم الله دعوةٌ منه سُبحانه وتعالى للعبدِ بأن يتفكّر في نِعم الله تعالى عليه، ويتذكرها ولا ينساها، ويؤدي حقّ شكر الله تعالى على هذه النِّعَم، قولاً وفعلاً وحالاً واستشعارًا.

فلا شك أن هذا الموضوع يعد موضوعا مهما في طريق الدعوة إلى الله عز وجل، وذلك لسببين، هما:

1. الاستجابة للبيان القرآني والنبوي في الحث على معرفة نِعم الله على الإنسان، فقد قال الله تعالى يحثنا على التفطن إلى نعمه وإنعامه "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"(2)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أنعَم اللهُ على عبدٍ أحبَّ أن يرى أثرَ نعمتِه عليه" ، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم:

 "انظروا إلى مَنْ هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَنْ هو فوقَكم، فهو أجدرُ ألَّا تَزْدَرُوا نعمةَ اللهِ".

2. تذكير الناس بنعم الله عليهم؛ فيه ما يقودهم لصلاحهم وتقواهم وزيادة إيمانهم. كما جاء عن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين حكى لنا أنه قال: "سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ، قُلْتُ: يَا رَبِّ كَانَتْ قَبْلِي رُسُلٌ، مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُمُ الرِّيَاحَ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، قَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فآوَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَبِّ"(3)

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "أحبّوا الله من كلِّ قلوبكم لما يغذُوكم به من النِّعَم"(1)

وقد تعرضتُ في هذا الموضوع إلى أربعة محاور أساسية، هم كالآتي:

1. نعمة الخلق والتسخير.

2. نعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب.

3. نعمة العقل.

4. نعمة الصحة.

نعمة الخَلق والتسخير

لا شك أن الوجود خير من العدم، وأن خلقنا خير من عدمنا، لذلك تعد مسألة "الخلق" من المسائل التي أنعم الله عز وجل بها على الإنسان؛ فقد خلقه وهيأ كل ما في الكون والحياة لاجله ، ولإتمام سعادته .

يقول المهايمي: (إن ربط العالم بعضه ببعض دليل توحيده، وجعل البعض سبب البعض، دليل حكمته، وجعل الكل مسخرًا للإنسان، دليل كمال جوده، فمن أنكر هذه الآيات ولم يشكر هذه النعم، استوجب أعظم وجوه الانتقام)(1)

فالله تعالى كما أنه أنعم على الإنسان بنعمة الإيجاد من العدم، أنعم عليه أيضًا بنعمة تسخير الكون كله بما فيه لخدمته وتيسير أموره ومعاشه، ومن مظاهر هذا التكريم(2): (تسخير المراكب في البر، وتسخير المراكب في البحر، والرزق من الطيبات، والتفضيل على كثير من المخلوقات.

ومنه أيضا: جعله كريمًا، أي: نفيسًا غير مبذول ولا ذليل في صورته ولا في حركة مشيه وفي بشرته.

ومنه: ما جعل الله فيه من المعارف والصنائع، وقبول التطور في أساليب حياته وحضارته، وهذا من كرمه عليهم وإحسانه الذي لا يقادر قدره، حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام، فكرمهم بالعلم والعقل، وإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء، وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة.

وإنعام الله على الإنسان بأن جعل له ما يساعده على مشاق الحياة كالإبل والبغال والحمير والمراكب البرية، في السفن والمراكب، من المآكل والمشارب والملابس والمناكح، فما من طيب تتعلق به حوائجهم إلا وقد أكرمهم الله به ويسره لهم غاية التيسير.

ومن التكريم: أن يكون الإنسان قيمًا على نفسه، محتملًا تبعة اتجاهه وعمله، فهذه هي الصفة الأولى التي بها كان الإنسان إنسانًا، حرية الاتجاه وفردية التبعة، وبها استخلف في دار العمل، فمن العدل أن يلقى جزاء اتجاهه وثمرة عمله في دار الحساب)

وكثيرا ما نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعاد تنبيهنا إلى تسخير الأنعام وتذليلها للناس (لأن في الإعادة تذكيرًا بالنعمة يبعث على شكرها والثناء على الله من أجلها، والقيام له بما يجب لعظمته وكبريائه، لأنه تعالى سخر لهم تلك البهائم، وأخضعها لتصريفهم، وأراهم ما يصنعون فيها، وكيف يتقربون بها)(1)

ولأن نعمة الخلق هي بداية نعم الله عز وجل على الإنسان؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دلنا إلى الطريق الصحيح لتدبرها والاتعاظ بها، وذلك حين قال: "تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ"

لأن التفكر في ذاته سبحانه تُفضي إلى تصور قاصر عن الحقيقة؛ لأن العقل مهما بلغت درجاته المعرفية فإن قياسه على الغائب يكون ناقصا غير منضبط، لذا فإن تفكر نعمة الله من خلال خلق الكون والإنسان يجعلنا ندرك هذه العظمة الإلهية من كل ما يحيط بنا .

(فالإسلام يعقد صداقةً قويةً بين الكون والإنسان، صداقة الأخوَّة في الصدور عن الله عز وجل وقد كشف العلم الحديث عن وَحدة البناء في الكون والحياة والإنسان - وصداقة العبادة المشتركة والتسبيح المشترك لله سبحانه، وصداقة الإحساس بتسخير الكون لمنفعة الإنسان. ويوقع نغمة الحب للكائنات الحية التي تشارك الإنسان سكنى الأرض)(2)

نعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب

الخلق بحاجة إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ ليبلّغوهم ما يُحبّه الله ويرضاه، وما يغضب منه ويأباه، وكثير من العصاة والمنحرفين ضلّوا في متاهات الشقاوة، هذا مع وجود الأنبياء عليهم السلام، فكيف يكون الحال لو لم يُرسل الله تعالى رسلاً مبشرين ومنذرين!

(لقد كان مجيء الرسل عليهم السلام إنقاذًا للبشرية، وأخذًا بأيدي الناس إلى الطريق المستقيم، فإرسالهم نعمة من الله تعالى على الناس؛ لأن الحاجة إليهم ضرورية، فلا ينتظم حال الناس ولا يستقيم لهم دين إلا بإرسال الرسل، ذلك أن الحق سبحانه قد جعل الرسل وسائط بينه وبين خلقه، يعرفونهم بربهم، ويفصلون لهم الشرائع، ويبينون لهم ما يحبه الله سبحانه وما يبغضه، ويوضحون لهم ما يضرهم وما ينفعهم، ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا من جهة الرسل؛ بل إن حاجة البشر إلى الرسل أعظم من حاجة المريض إلى الطبيب؛ ذلك أن غاية ما يحدث من عدم وجود الطبيب هو وهن البدن، أما ما يحدث من عدم وجود الرسل فهو موت القلوب وخراب النفوس وفساد الأخلاق).(1)

فالرسل بُعثوا يُهذّبون العباد، ويُخرجونهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ويُحرّرونهم من رقّ عبودية المخلوق، إلى حرية عبادة رب الأرباب الذي أوجدهم من العدم، وسيفنيهم بعد الوجود، ويبعثهم بعد الفناء، ليكونوا إما أشقياء، وإما سعداء.

ولهذا يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي : (وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين: "ذاك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة" إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده؛ فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم لهم وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}؛ فإن النعمة على الأمة بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك؛ فإن هذه النعم كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفرا، فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين: حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر. ونظير هذا صيام يوم عاشوراء، حيث أنجى الله فيه نوحا من الغرق، ونجى فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده وأغرقهم في اليم، فصامه نوح وموسى شكرا لله فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم متابعة لأنبياء الله، وقال لليهود: "نحن أحق بموسى منكم"، وصامه وأمر بصيامه)(1)

ولو تُرك الناس هملاً دون إنذار وتخويف، لعاشوا عيشة ضنكاً، في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وعادات منحرفة، وأخلاق فاسدة، وأصبحت الحياة مجتمعُ غاب، القويّ فيهم يأكل الضعيف، والشريف فيهم يذلّ الوضيع، وهكذا.. فاقتضت حكمته جلّ وعلا ألا يخلق عباده سُدى، ولا يتركهم هملاً.

ومن رحمته جلّ وعلا بهم، أن منّ عليهم إذ بعث فيهم رسلاً مبشرين ومنذرين يتلون عليهم آيات ربهم، ويُعلّمونهم ما يصلحهم، ويُرشدونهم إلى مصدر سعادتهم في الدنيا والآخرة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

إن إرسال الرسل وإنزال الكتب لهداية الناس من حبه، تعالى، لخلقه وعباده (فإنّ وظيفة الرسل أن يأخذوا بيد النَّاس إلى شاطئ الأمان ويستنقذوهم من براثن الجهالة والضلالة والوثنية، ولهذه الغاية فقد حرَّكوا العقول التي أصابها الصدأ، وهزّوا مكامن الفطرة التي أصابها التلوّث. فالأنبياء – عليهم السلام- هم رُسُل العدل والحُبّ والسلام، وليسوا رسل الكراهيّة ولا دعاة حرب أو سفك دماء)(2)

وقال ابن تيمية: (والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة، فإنّ الإنسان مضطر إلى الشرع، فإنه بين حركتين، حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضرّه، والشرع هو النور الذي يُبيِّن ما ينفعه وما يضرّه، والشرع نور الله في أرضه، وعدله بين عباده، وحصنه الذي من دخله كان آمناً.(3)

إذا كان هذا قدرا يسيرا من تجلي أثر هذه النعمة العقلية على الإنسان ، فكيف بقدره عند الخالق عز وجل الذي جعل العقل في الإنسان مناط التكليف والثواب والعقاب وكل ما يؤاخذ ويُحاسب عليه الإنسان ؟

لقد جعله الله أسمى ما في الوجود لأثره على العباد والبلاد، ولهذا فقد اختار الله عز وجل رسله كلهم من أهل الفطنة والعقل، حتى يتثنى لهم أن يبلغوا للخلق الرسالة على الوجه المطلوب.

ومع هذا فلا يمكن للعقل أن يستقل بذاته عن نور الله المتمثل في وحيه وشرعه (فلا يمكنها الاهتداء إلى حقيقة الإيمان والمعرفة ووجوه الطاعات، وليس أدل على ذلك ما حدث قبل الرسالات الإلهية من الضلال والبغي؛ الذي شمل العالم في الأزمان الغابرة؛ بل ما حدث بعد أن خفت صوت الرسل وضاعت معالم الرسالات الماضية إلى قرب رسالة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ كان الناس يعبدون الأحجار والأشجار، ويؤله بعضهم بعضًا، ويستذل بعضهم بعضا؛ بل إن المصريين القدامى مع ذكائهم وعبقريتهم ألهوا الفراعنة، وعبدوا العجل، وحدث ذلك مع أهل الروم واليونان، كل ذلك مع علو كعبهم وعبقريتهم العلمية في الفلسفة والأخلاق والقانون)(1)

ولهذا فإن الجمع بين العقل والوحي هو الكمال والسعادة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها حينما قال: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ـ صلّى الله عليه وسلّم، رسولا"(2)

فأساس معرفة الرب عقلية؛ ثم تأتي الأديان ويأتي الرسل بالوحي والنور الإلهي الذي يقيم حياة العباد على الهدى والرشاد الموصل لنعيم الله في الدنيا والآخرة.

نعمة العقل

من أعظم تلك النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وفضله بها على سائر المخلوقات هي نعمة العقل، لأن العقل المحطة الأولى للإنسان وميزانه الحقيقي الذي يزن به أمور الحياة وبالعقل أصبح الإنسان مدركاً لما حوله من الأمور، وبه استدل على خالقه، وعرف الخير والشر والصالح والطالح، لذلك يجب أن نعرف حق العقل ونعمه وكيف نحافظ عليه، لذلك نجد أن الإسلام جعل العقل مناط التكليف في الأعمال ودليل الثواب والعقاب، ولهذا نجد اهتمام الإسلام بالعقل بلغ ذروته، ولهذا نجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لا عقلَ كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حَسَب كحُسن الخُلق".

فما هو العقل؟

العقل: اسم يقع على المعرفة بسلوك الصواب، والعلم باجتناب الخطأ، فإذا كان المرء في أول درجاته يسمَّى أديبًا، ثم أريبًا، ثم لبيبًا، ثم عاقلاً(1).

لهذا جاءت السنة النبوية تبين لنا عِظم العقل وقدره، وفيما يلي بعض ما جاء في السنة عن العقل وفضله :

1. في الصحيحَيْن من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: "ألا وإن في الجسد مُضغة، إذا صلَحتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب"، فإذا آمن القلْبُ، آمنت الجوارح بفِعْل المأمورات وترْك المنهيَّات؛ لأنَّ القلب أمير البَدَن، وذلك يدلُّ دلالة واضحة على أن القلب ما كان كذلك، إلا لأنه محل العقل الذي به الإدراك والفَهْم(2)

2. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو مسعود الأنصاري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: “استووا ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثمّ الذين يلونهم”(3)

وأولو الأحلام والنهى همم العقلاء، وهذا مدح للعقل وأهله، قال الإمام النووي: "أولو الأحلام" هم العقلاء، وقيل: البالغون، والنُّهى بضم النون: العقول، فعلى قول من يقول: أولو الأحلام العقلاء، يكون اللفظان بمعنى، فلما اختلف اللفظ عطف أحدهما على الآخر تأكيداً، وعلى الثاني معناه: البالغون العقلاء، قال أهل اللغة: واحدة النُّهى نُهية بضم النون، وهي العقل، ورجل نه ونهى من قوم نهين، وسمي العقل نُهية، لأنه ينتهى إلى ما أمر به ولا يتجاوز، وقيل: لأنه ينهى عن القبائح...”(2)

3. وقوله صلى الله فيما يرويه ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشجّ عبد القيس(3): “إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله: الحلم والأناة”(4). والحلم يُطلق ويُراد به العقل، قال الإمام النووي: “الحلم هو العقل، وأمّا الأناة فهي التثبّت وترك العجلة”(5).

4. وقوله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه، أو قال: المجنون، حتى يعقل، وعن الصغير حتى يشب”(6)

فقلم التكليف مرفوع عن المجنون حتى يعقل، لأنّ العقل هو مناط التكليف، والعقل هو القادر على تفهّم الوحي الإلهي وتدبّره والتفكر فيه، وهو الذي يبحث عن مراد الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه.

إن الله عز وجل جعل العقل طريق الارتقاء في مدارج العلا والتقوى، وبغير التعقل لم ينل الإنسان منزلته التي كرمه الله من أجلها، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم هذه المنزلة؛ كما روى الحاكم في "المستدرك"، من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافَها" ؛ أي: دنيئها وخسيسها(7). فمعالي الأخلاق وحسن الأعمال والأفعال لا يأتي إلا بالعقل الراشد.

قال ابن حبان: وإنَّ محبة المرء المكارم منَ الأخلاق وكراهته سفسافها، هو نفس العقل، فالعقل به يكون الحظ، ويؤنس الغربة، وينفي الفاقة، ولا مال أفضل منه، ولا يتمُّ دين أحد حتى يتم عقلُه، وهو من أفضل مواهب الله لعباده، وهو دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزدْه السلطان عزًّا، ولا المال يرفعه قدرًا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذَّة دُنياه.(1)

نعمة الصحة

من أجلّ النعم بعد نعمة الإسلام والهداية ؛ نعمة الصحة والعافية، وسلامة الأعضاء من الآفات والأمراض، فالصحة كما تقول الموسوعة العربية العالمية، هي حالة الإنسان الخالية من الأمراض، كما تعني الراحة البدنية والعقلية والاجتماعية، فالإنسان الصحيح هو الذي يشعر بالسلامة البدنية، وهو ذو نظرة واقعية للحياة، ويتعامل مع غيره من الناس بصورة جيدة، ومعنى الصحة يشمل السلامة من الأمراض وذهاب المرض بعد حلوله..

وبالصحة يمكن للمرء مزاولة الكثير من الأعمال، وأداء الكثير من العبادات والطاعات التي يثاب عليها المرء، وقد تواترت السنة بما يدل على تفضل الله عز وجل بنعمة الصحة والعافية على عباده، وفيما يلي بعض بعض ما جاء في فضل الصحة:

1. جاء في الحديث: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"(1)

والغبن المقصود به الخسارة، فتجد الكثير من الناس لا يقدرون هذه النعمة العظيمة، ولا يستخدمونها في موضعها، ولا يقدرون أهميتها وقيمتها، لذا فهم يستعملونها فيما لا يرضي الله ولا يرضي رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من لم يحسن استعمال هاتين النعمتين فقد ظلم نفسه، ومَنْ اسْتعمل فراغه وصحَّته فِي طاعة الله فهوَ المغبوطُ. ومَنْ اسْتعملهما فِي معصية الله فهوَ المغبونُ".(2)

2. ولأن الصحة مدار الفعل في جسد المرء فقد حثنا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على استغلال تلك النعمة في طاعة الله ورسوله فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"(3)

3. وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوصي أصحابَه بسؤال الله العافيةَ في الدنيا والآخرة، وما ذاك إلا لقدرِ هذه النعمةِ العظيمة، التي تقاصرت هممنا في طلبِها لانشغالنا بالدُّنيا وزينتها، فكثيرًا ما نسأل بعضنا عن أشياء من متاعِ الحياة الدنيا، وتجدنا نهتمُّ ونحرصُ على ذلك مهما كلَّفنا من وقتٍ، بينما نهملُ جانبًا عظيمًا وصَّى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - به عمَّه وعلَّمَه دعاءً عظيمًا، ولا يوصي إلا بعظيمٍ؛ فعن أبي الفضلِ العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال‏:‏ قلتُ يا رسول الله،‏ علِّمني شيئًا أسأله الله - تعالى - قال‏:‏ ‏"‏سلوا الله العافية"،‏ فمكثتُ أيامًا، ثم جئتُ فقلتُ‏:‏ يا رسول الله،‏ علمني شيئًا أسأله الله - تعالى - قال لي‏:‏ "‏يا عباس يا عم رسول الله، سلوا الله العافيةَ في الدنيا والآخرة"‏‏(2)

4. قد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحسن استثمار هذه النعمة، قال: "اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" وإن من حسن استثمارها أن يجعل منها عوناً له على طاعة الله تعالى، وأن يسعى بها في خدمة مجتمعه ووطنه، فخير الناس أنفعهم للناس.(3)

5. وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك"(4)

ومن فوائد الصحة، الاستمتاع بالحياة، وتهيئة الفرص للناس للوصول إلى أهدافهم بصورة كاملة، وامتلاك العزم والقوة والقدرة على تحمل ضغوط الحياة اليومية، والقيام بالتكاليف الشرعية على أحسن وجه، والحصول على الأجور والحسنات من الله، والتي تجعل الإنسان سعيدا بالراحة النفسية، والاستمتاع بالخيرات والبركات في الحياة الدنيا، وأما في الآخرة فبدخول الجنة. أبحاث ونعمة صحة الأبدان، فيها وحدها من النعم ما لا تستطيع نفس بشرية أن تدركه، وكلما أوغل علم الطب في أبحاثه واكتشافاته، أدرك أن قيمة هذه النعمة فوق تصورات البشر.

بل إن الله عز وجل إذا ابتلى عبده بشيء من المرض فإنه يُـنعم عليه به في ميزان حسناته، وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِي وِثَاقِي "(5)

ولا يعد هذا قبحًا من الله عز وجل؛ إذ أن حكمته سبحانه لا تحدها العقول، فله عز وجل في كل شيء نعمة وتفضل على عباده، ومن جميل ما تفضل به الله على عباده من الابتلاء هو "رفع الدرجات"؛ فالله تعالى يرفع درجة المؤمن ليطهره وينقيه؛ وتلكم عين النعم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال:"إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى "(1)

فالله عز وجل له كامل النعم والإنعام على كافة عباده، ولم تكن في شرائع الأقوام السابقة ميزة هذا النعيم. فلا يسع المسلم إلا أن يحافظ ما أمكنه ذلك على نعمة الصحة، ولا يجب أن يتذبذب بالابتلاءات العارضة عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه"(2)

وقال: "يود الناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء"(3)

وللمحافظة على نعمة الصحة والعافية شرع الإسلام جملة من الآداب التي تدفع عن الإنسان أسباب المرض، وتديم عليه العافية، فشرع الطهارة والنظافة والاغتسال، والوضوء، والسواك والمضمضة، والاستنشاق، وإزالة النجاسة، وغير ذلك من الوسائل الوقائية.

خاتمة

لما أنعم الله -عز وجل- على عبده، حيثُ أوجده من العدم وأمده بالنعم، وكانت الفاتحة فاتحة الكتاب، بدأها الله - عز وجل -، بالحمد والثناء علي الله -عز وجل-، ليحمد العبد ربه -عز وجل- دائما علي ما أنعم به عليه من نعمه العظيمة ، وآلائه الجسمية، حيث أرسل إليه أفضل رسله، وأنزل عليه أشرف كتبه، وشرع له أفضل شرائع دينه، وجعله من خير أمة أخرجت للناس، وهداه لمعالم الدين الذي ليس فيه التباس.(1)

ولما كانت الصلاة هي الصلةُ بين العبد وربه، افتتحها بفاتحة كتابه، ليبتدئ المصلي صلاته بحمد ربه والثناء عليه، وبعد التكبير وقبل قراءة الفاتحة يُسن للمصلي أن يدعو بدعاء الاستفتاح كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"(2)

ويستفتح قيام الليل: " اللَّهُمَّ .. لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن .. ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن .. ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن .. ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، اللَّهُمَّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، لا إله غيرك.(3)

وفي الركوع يقول: سبحان ربي العظيم (ثلاثا) ثم يستحب أن يقول: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي"(4)

ثم يرفع رأسه من الركوع، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً: "سمع الله لمن حمده" إن كان إماماً أو منفرداً، ويقول بعد قيامه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"، وإن زاد؛ أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" فهو حسن "(1)

ثم يسجد ويقول: " سبحان ربي الأعلى " (ثلاثا) ثم يُستحب أن يقول: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " ثم يقول: " اللهم لك سجدت، وبك آمن، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسنُ الخالقين ".

وبعد التسليم: يستغفر الله ثلاثاً ويقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"(2)

كل هذا الشكر لله عز وجل والثناء عليه ليس مما يُضيف شيئًا له سبحانه ؛ فهو الكامل الغني، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمنا بسنته القولية والفعلية معنى وطريقة شكر الله عز وجل على عظيم نعمه وجميل عطائه ، وقد كان صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لله تعالى على تفضله وإنعامه، وهذا ما جعل الصحابة ومن سار على دربهم يُدركون حقيقة الدنيا التي ملأها الله بالمنن الكثيرة، حتى تجد الواحد منهم لا يكاد يبرح كلامه أو يبدأ حديثه إلا بشكر الله والثناء عليه ؛ فقد كان الحسن البصري يبدأ مجلسه بالحمد والثناء: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا، وهديتنا، وعلمتنا وأنقذتنا، وفرجت عنا ، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالآهل والمال والمعافاة كبت عدونا، وبسطت رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وجمعت فرقتنا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد علي ذلك حمدا كثيرا، لك الحمد بكل نعمه أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضي ، ولك الحمد إذا رضيت).(1)

الدلالات الدعوية المستفادة من هذا المبحث

يمكننا أن نستنتج بعض القيم، والفوائد، والدلالات الدعوية من هذا المبحث لكل من الداعية والمدعو والدعوة؛ فبالنسبة للمدعو فإنه بمعرفة فضل الله عز وجل عليه وإنعامه له يُدرك أن قدرة الله تعالى عظيمة؛ مما يدفعه إلى الاستقامة قدر الإمكان، إن لم يستقم بالخوف والتخويف، يستقيم بالحياء والتذكر؛ فكيف لقلب يعرف نعمة الله عليه ويُكِن فضله عليه أن يعصيه ولا يستحي!

أما الداعية، فإنه مع الاستفادة التي يُجزى بها من إيقاظه للحياء من معصية الله في قلوب العباده الغارقون في إنعامه سبحانه، فإنه يزداد معهم إيمانا وحياءا لما يجد في نفسه من تأثير العلم بمعرفة نعم الله عليه؛ لأنه عبد قبل أن يكون داعية.

ومن هنا نعرف استفادة الدعوة من هذا المبحث؛ وهذه الاستفادة تكمن في إظهارها دعوة نقية جميلة كما أنزلت من عند الله بالتزام العباد بها وتطبيقها.


*********************************
الهوامش:

(1) التحفة العراقية 1، 79.

(2) النَّحْلِ: 53

(3) رواه الطبراني وصححه الحاكم

(1) رواه الترمذي في سننه (3789) ، والبخاري في التاريخ الكبير 183/ 1.

(1) محاسن التأويل، القاسمي ٨/ ٤٢٨.

(2) انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٧/ ٦٩، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٤٦٣، التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ١١/ ٧٨٣، التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٥/ ١٦٥، في ظلال القرآن، سيد قطب ٤/ ٢٢٤١.

(1) الوسيط، الزحيلي ٢/ ١٦٤٧، تفسير آيات الأحكام، السايس ص ٥١٢.

(2) محمد قطب؛ منهج التربية الإسلامية، ص 145

(1) حاجة البشرية إلى الرسل عليهم السلام ، أ. د. إبراهيم عبد الشافي إبراهيم. مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العــلوم ديـــوبنــد ، ربيع الآخر 1440 هـ = ديسمبر 2018م – يناير 2019م ، العــدد : 4 ، السنــــــة : 43.

(1) لطائف المعارف صـــ 235.

(2) وهل الدين إلا الحب، حسين الخشن ص77.

(3) مجموعة الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية - ج 19 ص99.

(1) حاجة البشرية إلى الرسل عليهم السلام ، أ. د. إبراهيم عبد الشافي إبراهيم. مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العــلوم ديوبند ، ربيع الآخر 1440 هـ = ديسمبر 2018م – يناير 2019م ، العــدد : 4 ، السنــــــة : 43.

(2) رواه مسلم.

(1) "روضه العقلاء"؛ لابن حبان، ص 16.

(2) "الرحلة إلى إفريقيا"، ص 25 - 29 باختصار.

(3) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الصلاة، باب: تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها، والازدحام على الصف، ص 185 برقم 432، أحمد في المسند ص1212 برقم17231، ابن خزيمة في الصحيح 3/32 برقم 1572

(2) صحيح مسلم بشرح النووي، 4/155.

(3) واسمه المنذر بن عائذ العصري وقيل: غير ذلك. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي1/189.

(4) أخرجه مسلم في الصحيح ص41 برقم 17 كتاب الإيمان، باب: الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين، والدعاء إليه، والسؤال عنه، وحفظه وتبليغه من لم يبلغه، أحمد في المسند ص1273 برقم 17982

(5) صحيح مسلم بشرح النووي 1/189.

(6) خرجه أحمد في المسند ص100 برقم 956، البيهقي في السنن الكبرى 3/83 برقم 4868، الحاكم في المستدرك 4/430 برقم 8170 .

(7) (1/64)، وصححه الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع الصغير" (1/384)، برقم 1889..

(1) "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"، ص 16 – 19.

(1) رواه البخاري، الصفحة أو الرقم: 6412.

(2) فتح الباري شرح صحيح البخاري.

(3) أخرجه الترمذي في سننه.

(2) ‏رواه التِّرمذي، الصفحة أو الرقم: 3558 وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏‏‏.‏

(3) الترغيب والترهيب الصفحة أو الرقم: 4/203 خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.

(4) ". صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2739 خلاصة حكم المحدث صحيح.

(5) رواه أحمد.

(1) رواه أبي داود إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ السَّلَمِيُّ .

(2) رواه مسلم.

(3) رواه الترمذي.

(1) الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية، المؤلف: محمد علي محمد إمام، الناشر: مطبعة السلام - الطبعة: الأولي، 2011 م.

(2) (رواه الترمذي وابو داود وابن ماجة)

(3) (متفق عليه).

(4) (متفق عليه).

(1) رواه مسلم.

(2) رواه مسلم.

(1) الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية، المؤلف: محمد علي محمد إمام، الناشر: مطبعة السلام - الطبعة: الأولي، 2011 م.


إرسال تعليق

تعليق:

أحدث أقدم

نموذج الاتصال